أنا فعلا منزعج من موضوع "خط الفقر الوطني البالغ 140 ألف دولار". أكبر عنصر في حساب @profplum99 البسيط للبقاء هو رعاية أطفال بقيمة 32,773 دولارا. إذا كنت تدفع هذا المبلغ مقابل رعاية الأطفال، فالأمر ليس فقيرا بقدر ما هو فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية، خاصة سياسة العمل في المراكز الحضرية المكتظة. ما يوضحه هذا المقال ليس في الحقيقة مشكلة فقر أو حتى تضخم، بل هو حالة نموذجية ل "مرض بومول": قطاعات الخدمات منخفضة الإنتاجية كثيفة العمالة مثل رعاية الأطفال والتعليم والرعاية الصحية ترتفع بشكل حاد في التكاليف حتى مع انخفاض الأسعار الحقيقية للسلع المصنعة والأغذية المنتجة بكميات كبيرة! نعم، "تذكرة المشاركة" في حياة الطبقة الوسطى (تربية الأطفال، الحفاظ على صحتها، الذهاب إلى العمل) أصبحت الآن تهيمن عليها خدمات القطاع الراكد التي ارتفعت تكاليفها بشكل كبير. لكن شابين وطفلين يعيشون على دخل إجمالي يبلغ 140 ألف دولار ليس "فقرا". على الأرجح، إذا كان 140 ألف دولار ستحصل على تكييف هواء، هواتف ذكية، سيارات جيدة، تأمين طبي من خلال العمل، وإمكانية الوصول إلى ملابس وأجهزة وأثاث رخيصة وجيدة. بالطبع، هذه في الحقيقة ميزانية احتياجات أساسية لشابين وطفلين. ماذا عن اثنين من كبار السن وطفلين يدخلان الجامعة؟ أو شخصين بالغين يعيشان في أحياء قاسية ومدارس عامة سيئة ويرغبان في تعليم أفضل في المدارس الخاصة لطفليهما في سن المدرسة؟ من ناحية أخرى، إذا كنت من ذوي الدخل المزدوج (دخل مزدوج بدون أطفال)، وهو ما يحدث في كثير من الحالات، فأنت حتى مرتاحة بشكل متواضع وقادر على تحمل تكاليف الإجازة وتناول الطعام خارج المنزل. هذا ليس "فقرا" بأي تعريف نموذجي. لذا فإن المشكلة الأساسية التي أوضحها مايك غرين في مقاله الذي أصبح الآن فيروسيا ليست "الفقر" حقا، بل حالة من عدم التوازن الاجتماعي والاقتصادي حيث تشكل خدمات الإنتاجية الراكدة حصة متزايدة من الحياة الحديثة ونحن نفتقر إلى المؤسسات لخدمتها. وهذا ما أدى إلى الطلب على الهجرة غير الموثقة والعمالة الرخيصة، والتي أصبحت بدورها أكبر نداء للشعبوية العنيدة. الناس يريدون خدمات أرخص تتطلب كثافة العمالة، لكنهم لا يريدون عمالة أرخص. لذا يجب أن نكون مستعدين لقبول 1) حلول أكثر اجتماعية وأقل كفاءة؛ 2) استخدام عدد أقل من هذه الخدمات؛ 3) دفع المزيد مقابل هذه الخدمات من خلال استهلاك أقل في أماكن أخرى. على أي حال، إعادة تعريف خط الفقر الوطني وتقديم المساعدة النموذجية للفقر ستكون الطريقة الخاطئة والعقيمة لمعالجته لأنه يسيء تشخيص المشكلة الأساسية بشكل جذري. لا أقصد بأي حال من الأحوال التقليل من أهمية القضية. من الواضح أن هذا الموضوع لاقى على نطاق واسع لسبب: إنه مشكلة حقيقية! لكن التشخيص الصحيح هو الخطوة الأولى نحو علاج حقيقي!