هناك أمر أعتقد أنه لا يناقش بما فيه الكفاية في السياسة الصناعية وهو أن هناك جانبين: الملكية الفكرية لدفع الصادرات والملكية الفكرية لدعم القدرة التصنيعية المحلية. الأول يتطلب أجورا باهظة ليكون تنافسيا عالميا، بينما الثاني يتطلب دعما ماليا.
إذا أردت ضمان وجود ما يكفي من التصنيع في، لنقل، السيارات أو البطاريات أو أشباه الموصلات ليكون لديك قدرة في الحرب، فهذا هو المعسكر الثاني، وقد يكون لديك أجور مرتفعة لكن القطاع بأكمله سيكون عبئا على الاقتصاد. ببساطة، علينا أن ندفع ليكون لدينا تلك القطاعات الرئيسية.
إذا أردت أن تكون تنافسيا عالميا في تلك الصناعات، فهذا يعني جعلها تنافسية من حيث التكلفة مع التصنيع الأجنبي في العالم النامي والصين، مما يتطلب أجورا تعادل تلك الدول (مع القليل من الدعم). اليابان وألمانيا سلكتا هذا الطريق في الماضي (والآن تعاني من صعوبة).
المشكلة هي أن وجود صناعات تصنيع فعلية ذات أجور مرتفعة، وعدد كبير من الوظائف، ولا تحتاج إلى دعم مستمر هو معضلة رباعية: ربما يمكنك أن تمتلك شيئين لكن ليس الأربعة معا.
كون هذا مجرد حواجز هو السبب في أنني أعتقد أن هناك تركيزا كبيرا على الأشرار والجشع. غياب حل فعلي لهذه المشكلة الصعبة يجعل من السهل إيجاد إجابة، خاصة الآن مع قبول أسعار السلع الأمريكية الصنع إذا بدا أن الأجور ارتفعت قد تحمل.
‏‎506‏